تربية البط
والعناية به فوق أحواض السمك
منشأ البط وأهميته الاقتصادية:يعد البط من أقدم الدواجن استئناساً والبط يتبع الطيور المائية وأن جميع عروقه المستأنسة تمتاز بوجود غشاء بين الأصابع، وزيادة نسبة الدهن على الريش، مع قصر الأرجل ، ومقاومتها للبرد، وزيادة نسبة التصافي في اللحم فيها عن الدجاج.
ماعدا عرق موسكوفي الذي انحدر من البط البري ذي اللون البني، وهذا العرق أمكنه أن ينتشر في أمريكا الشمالية – أوروبا – آسيا حتى وصل إلى شمال أفريقيا ومازالت بعض عروق البط تعيش برياً في الغابات وعلى ضفاف الأنهار والمجاري.
هذا وأن لحم البط يعد غذاء شعبي مهم في مصر حالياً نظراً لاستساغة الشعب لهذا النوع من اللحم ولجودته وارتفاع قيمته الغذائية وزيادة نسبة المهضوم منه ، والجدول رقم (1) يوضح قيمة لحم البط ومقارنته مع بقية لحوم الطيور الأخرى.
جدول رقم (1)
مقارنة بين لحم الدجاج ولحم البطمن هذا الجدول نجد أن نسبة المواد غير القابلة للأكل تكون في لحم البط أقل بكثير من لحم الطيور الأخرى إضافة إلى أن نسبة مايحتويه من لحم البط من الماء أقل من النسبة التي توجد في لحم الدجاج، وهذا يدل على أن نسبة التصافي في لحم البط أعلى مما عليه في الدجاج والفروج، كما أن نسبة الدهون أعلى في البط من لحم الدجاج وهذا يزيد من مقدار الحريرات الناتجة من لحم البط عند مقارنتها مع لحم الدجاج. ويمكن توضيح ذلك حسب الجدول رقم (2).
الجدول رقم (2)
التركيب الكيماوي للحم الجيد
في الحيوانات المختلفة ونسبة المواد الداخلة به من تحليل هذا الجدول نجد أن لحم البط أغنى أنواع اللحوم السابقة بنسبة الأملاح المعدنية إضافة إلى نسبة المواد العضوية عدا لحم الوز الذي يفوقه، علماً بأن الحريرات الناتجة من حرق (1) كغ لحم بط يفوق مايعادلها بلحم الدجاج بـ 1465 حريرة وهذا يعني أن قيمتها الغذائية عالية ومفيدة جداً في الأوقات الباردة من السنة ( أي أيام الشتاء البارد) حيث أنه يعطي سعرات عالية, ولحم البط يمتاز بصفات جيدة يفوق بها لحم الدجاج وأكثر من لحوم الحيوانات الأخرى إضافة إلى أن طيور البط تمتاز بسرعة النمو وزيادة الكفاءة التحويلية بالنسبة للمواد العلفية.
مميزات تربية البط:إن عروق البط تمتاز بصفة خاصة منها مقاومتها لأغلب الأمراض مع قلة نسبة النفوق بها وسهولة تربيتها، وحضانة الصيصان بها. إضافة إلى صفة هامة جداً هي ( قوة تحمل عروق البط للظروف الجوية الرديئة) وهذه الصفة أدت إلى اتساع تربية البط في مختلف مناطق العالم كما وأن رخص تكاليف تربية عروق البط ورعايتها وكذلك تغذيتها شجع على ذلك الاتساع.
ويعتبر البط اليوم من أكفأ أنواع الطيور الداجنة إنتاجاً للحم وقدرته العالية على تحويل العلف إلى لحم. فقد بلغ معدل وزن البط البكيني بعمر شهرين (2.75) كغ . حيث تثبت التجارب أن سرعة نمو البط تكون في أعلى مستواها في الستة أسابيع الأولى من حياتها ويستمر ذلك حتى الأسبوع العاشر من العمر.
كما أن البط يربى من أجل إنتاج البيض وهناك أنواع من البط تعطي بيضاً على مدار السنة يوازي إنتاج دجاج البيض ، هذا ويستعمل بيض البط في غذاء الإنسان طازجاً ومسلوقاً وفي عمل أنواع الحلوى الغالية الأثمان وبيض البط غني باحتوائه على الفيتامينات مثل لحمه والجدول رقم 3 يوضح ذلك.
الجدول رقم (3)
كمية الفيتامينات الموجودة في (100) غ
من لحم أو بيض أو حليب الحيوانات التالية بالميكروغرام من هذا الجدول نجد أن لحم الدواجن لايحتوي على فيتامين (A) ولكنه يحتوي على نسبة عالية من فيتامين (B1 وB2) ونسبة عالية من B6(PP) هذا ويعوض نقص لحم الدجاج بالفيتامين ، نسبة الفيتامين الموجودة في البيض، ومن هنا نرى أن لحم وبيض الدجاج ضروري جداً لنمو الأطفال وتحسين صحة المرضى، لأن لحم وبيض الدواجن غذاء كامل لايمكن للجسم الاستغناء عنه.
ولما كانت عروق البط كانسة للأرض ومافوقها من المواد الغذائية ولاتبحث بعيداً أو طويلاً عن غذائها مثل عروق الإوز والرومي. وإن عروق البط تحب السباحة وتربى في أغلب بلاد العالم بشكل واسع من أجل إنتاج اللحم.
إلا أنه مع طول الأيام والحاجة إلى تكاثر النوع نشأت من البط عروق متخصصة بإنتاج البيض حيث تعطي مايقارب من 300 بيضة سنوياً.
وبيض البط قذراً ولهذا السبب يحتاج البط إلى رعاية كبيرة لكي نحصل على بيض نظيف يمكن تسويقه أو تفريخه.
وحتى هذا التاريخ مازالت عروق كثيرة من البط تعيش في الحالة البرية على الشواطئ والقنوات المائية وفي البحيرات القريبة من الغابات المهجورة، حيث تتمكن أسراب البط من الحصول على ماتحتاج إليه من المواد الغذائية مثل الحشائش المائية والديدان الأرضية ومخلفات الطيور والأشجار الحراجية ، وكذلك الحيوانات المائية والأسماك، كما أنه يمكن اليوم تربية عروق البط والأوز الرومي تحت الأشجار وفي بساتين الفاكهة والحمضيات حتى تستفيد هذه الطيور من الثمار المتساقطة ، إضافة إلى ما تلقطه هذه الطيور من الحشرات الضارة لهذه الأشجار وتعطي الأرض السماد الغني بالمواد الغذائية الضرورية لزيادة نمو هذه الأشجار وتحسين إنتاجها من الثمار.
اقتصادية تربية البط مع تربية السمك:إن التربية الحديثة والاقتصادية لمشاريع البط تقوم فوق أحواض السمك الصناعية منها أو البحيرات الطبيعية وذلك لتبادل المنفعة بين البط والسمك ولزيادة ربح واقتصادية هذه المشاريع. حيث يستفيد البط من المساحة المائية في السباحة، ويتغذى على الحشائش الموجودة في هذه الأحواض.
ويقوم البط بتنظيف هذه الأحواض من أعشاش الحشرات المائية وغيرها، الضارة بصغار الأسماك كما أن حركة البط تحسن تهوية الأحواض وتجدد الهواء بها، وأن وجود البط في الأحواض يحمي السمك من الأعداء الطبيعية، وكذلك القضاء على الذباب وغيره المنتشر على جوانب الأحواض المائية ويصدر عن البط صوت قوي عند دخول المزرعة أي طير غريب أو شخص غريب، كما أن الأسماك المرباة بالأحواض تستفيد من مخلفات البط (زرق البط) الذي يعتبر سماد لهذه الأحواض والأعشاب المائية ويعد زرق البط مصدر غذائي للسمك وخصوصاً مصدر للأملاح المعدنية، كما أن حركة السمك المستمرة تزيد من حيويته ونموه، ولهذا السبب فإن وزنه يزداد تدريجياً ، وبهذه الطريقة الناجحة يمكن أن نستفيد من إنتاج السمك وإنتاج البط معاً. وفي وقت واحد وبأقل التكاليف والاستمرار بالعمل طوال أيام السنة لتأمين اللحم الطازج من السمك ومن البط معاً، إذا قمنا مثلاً بدراسة تكاليف مشاريع بط اللحم نجد أن تكاليف العلف تقدر بـ (61%) وثمن شراء البط يعادل (14%) وتكاليف المساكن والأدوات وغيرها يقدر بـ (14%) وتكاليف العمل تقدر بـ (11%) . ولهذا السبب فإن نسبة الربح من رأس المال تقدر بـ (17%) وبالرغم كل هذه التكاليف يعد المشروع ناجحاً علماً بأن هذا الربح يتجدد كل ثلاثة أشهر.
ولما كان بالإمكان الاستفادة من بيض ولحم البط إضافة إلى مايمكن أن يستفاد منه في إنتاجه من الريش الذي يعتبر دخلاً لايستهان به بل إنه يعد من أفضل المواد لتنجيد الأثاث والفرش وتعطي كل (15) بطة (1) كيلو غرام ريش جاف.
وإنتاج البط من البيض يوازي الربح الصافي العائد من مشاريع تربية الدجاج البياض وقد أثبتت التجارب أن الإنتاج المركز من البط أكثر ربحاً ونجاحاً وضماناً من تربية الدجاج أو الفروج أو الرومي أو الأوز واقل منهم جميعاً تعرضاً للأمراض الوبائية مع سهولة الرعاية والتحضين وأقل تكلفة في العلائق المركزة. هذا وإن زوج من البط من العروق الأصلية البياضة يمكن أن تعطي 200 بيضة بالسنة وهذه يمكن أن ينتج منها فراخاً تعطي مايقارب (250) كغ من اللحم النظيف سنوياً بأقل التكاليف.
ومن كل ماتقدم نرى الأهمية الاقتصادية لمشاريع البط ولهذا السبب يمكن أن نقسمها حسب أهميتها الاقتصادية إلى الأقسام التالية:
أولاً : البط الخاص بإنتاج اللحم:وهذا القسم يشمل عدة أنواع متخصصة بإنتاج اللحم ومنها :
أ- نوع البط البكيني: نشأ هذا النوع في الصين ثم انتقل إلى بقية أنحاء العالم وأصبح من أشهر أنواع البط ، لون الريش أبيض سمني، والجسم طويل وعميق والصدر عريض، والجلد أصفر اللون، الأرجل والمنقار لونهما أبيض محمر. يصل وزن الذكر إلى 4 كغ وزن الأنثى 3.5 كغ ، صفات اللحم جيدة ونسبة التصافي عالية كما هو مبين في الشكل رقم (1).
الشكل رقم (1) تضع الأنثى الجيدة 150 بيضة، لاتحب الرقاد على البيض، متوسط وزن البيضة 85 غرام، لونها مخضر ، أو أبيض سمني ، وأفضل زمن للبيع بعد (50-55 ) يوم من العمر حيث يصل وزنها إلى (2-2.5) كغ وبعد هذا العمر تتدهور صفات اللحم ويقل معدل النمو، وهناك عروق تشبه تماماً المسمى (الايلسبري) وهو من عروق اللحم الممتازة، لون الجلد أبيض ، حجمه ووزنه ولونه يشبه البكيني ، إلا أن جسمه يميل إلى الاتجاه الأفقي.
ب- نوع البط الروان : نشأ هذا النوع بفرنسا من البط البري المسمى (المولار) ويشبه شكل جسمه البط البكيني، وكذلك من حيث الصفات الإنتاجية، أما الذكر فريشه رمادي وأخضر على الظهر والرقبة، تحاط بحلقة من الريش الأبيض ، وريش الرقبة يكون لامعاً أثناء موسم التفريخ ، والأنثى ذات ريش مخطط باللون البني الفاتح، الأرجل المنقار برتقالية اللون، والجلد لونه أصفر ينضج جنسياً متأخر عن البكيني وهذا النوع لايحب الرقاد على البيض مثل البيكيني.
ج- نوع البط المسكوفي : يختلف هذا العرق عن العرقين السابقين، حيث يكون الجسم بوضع أفقي بالنسبة للأرجل ، ونشأ في جنوب أفريقيا وفي المناطق الحارة ومنه ملالاتين الأبيض والأسود، كما يوجد على الوجه زوائد جلدية حمراء ، حجمه طويل وعريض .
يصل وزن الذكر إلى 5 كغ والأنثى إلى 2.5 كغ وتعطي إناثه (80-100) بيضة ووزن البيضة في المتوسط لايقل عن 70 غرام ويربى هذا النوع حتى (13-16) أسبوع وتمتاز بسرعة نموها العالي إلا أنها عقيمة عادة وتمتاز بصفات اللحم الجيد. وهذا النوع لايألف بيوت التربية بسهولة ، يحب الطيران، لهذا السبب يصعب تربيته إلا أنه يمتاز بأنه يعتمد على نفسه كثيراً ويحب الرعي ولايحتاج لعناية كبيرة في تغذيته ، ويوضح ذلك الشكل رقم (2).
ثانياً : البط الخاص بإنتاج البيض :ويمتاز هذا العرق بإنتاج البيض العالي ويشمل:
أ- نوع البط البكيني أو الهندي : نشأ هذا النوع في جزر الهند الشرقية ومنه ثلاث سلالات : الأبيض، البني، والفاتح الملون بينهما ، وهي من العروق الثنائية الغرض ( للبيض واللحم) ، ويمتاز هذا النوع بوقفته الرأسية نسبياً. رقبته طويلة ورفيعة الأرجل ، طويلة والأصابع لونها برتقالي محمر والمنقار مصفر بالصغر، مخضراً عند التقدم بالعمر صغير الحجم، الصدر دائري ، الظهر ضيق ، الذيل قصير، متوسط الوزن للذكر 2 كغ و1.7 كغ للأنثى، يصل إنتاجها من البيض (200-250) بيضة سنوياً متوسط وزن الواحدة منها 75 غ ، لون القشرة بيضاء وذات صفات جيدة للتفريخ ( سريعة النمو بالنسبة للفراخ) يصل وزنها إلى (1.500 كغ) بعمر شهرين، تتحمل البيئة ، لاترقد على البيض ، نسبة التفوق بها قليلة، تبدأ في وضع البيض بعمر خمسة أشهر، وعموماً هذه الطيور نشيطة ويوضح ذلك الشكل رقم /3/.
الشكل رقم (3) ب- نوع البط الخاكي : وهذا النوع من العروق الثنائية الغرض ( للبيض واللحم معاً) وقد انتخب في انكلترا من البكيني الهندي والروان ، ولونه أصفر أو بني يمتاز إنتاجه للبيض، وقد نشأ من أنواع البط البرية والرأس طويل بالذكر وأسود لامع بالأنثى، المنقار غامقة، الرقبة متوسطة الطول، ضيقة من الخلف، الصدر دائري، الأرجل غير عالية وغامقة، الذيل غير كبير مقوسة بالذكر والشكل رقم (4) يوضح ذلك.
متوسط الوزن (2.2) كغ للذكر و (2) للأنثى ، تعطي (170-200) بيضة متوسطة الوزن لكل بيضة (80) غرام، لون قشرتها بيضاء، والبيضة جيدة الصفات صالحة للتفريخ والفراخ سريعة النمو حيث تصل بعمر شهرين إلى وزن (1.7) كغ حي، مقاومة للأمراض تضع أول بيضة بعمر ستة أشهر وتحب السباحة كثيراً.
ثالثاً: البط الخاص بالزينة:وهذه العروق تمتاز بجمال شكلها وحسن منظرها وتلوين ريشها وتشكيل رأسها ورقبتها وليس لها أهمية اقتصادية كبيرة، ولكنها تربى لجمال ريشها وتشمل العروق التالية:
1- بط الكال 2- البط الأبيض ذو القلنسوة.
3- البط الهندي الشرقي الأسود
رابعاً :العروق المحلية للبط في مصر :
أ- البط الدمياطي : وقد يسمى الكهرماني أو الشهرماني حسب المناطق، وينتشر في شمال الدلتا وينحدر هذا العرق غالباً من سلالة الروان في مصر أو المولار البري ، وهو يشبه الروان تماماً ولكنه أصغر حجماً ، وضع البيض أطول، تسوق الفراخ بعمر ثلاثة أشهر يصل وزن الذكر إلى 2 كغ والأنثى 1.5 كغ ، تعطي (100) بيضة بالعام لاترقد على البيض.
ب- البط السوداني: وقد يسمى البلدي أو البح، وهو أكثر أنواع البط انتشاراً في مصر وينحدر من سلالات البط المسكوفي في مصر ويشبهه شبهاً تاماً ، إلا أن حجمه أصغر نسبياً ولون بيضه أسمر محمر، أو أخضر، يرقد على البيض، ذكوره شرسة، يتحمل الظروف السيئة وأكثر مقاومة للأمراض من البط الدمياطي، يضع (60) بيضة في الموسم، يصل وزن الذكر إلى 4 كغ، الأنثى (3) كغ، متوسط وزن البيضة (85) غرام ويمكن تهجينه مع البط الدمياطي، فينتج عنه أفراخ عقيمة عادة إلا أنها جيدة الإنتاج للحم.
ج- زير كالني – المرأة – أو قوس القزح: وهذا العرق ينتمي إلى العروق الثنائية الغرض (للحم والبيض) وخاصة بعد تهجينه سلالة البكيني مع الخاكي كامبل . وبعد الانتخاب والانتقاء نتج هذا العرق الجيد الإنتاج ويمتاز بالآتي: الرأس طويل وعريض، وغير كبير، بني بالأنثى وأسود بالذكر، المنقار معتم، العين غامقة، الرقبة متوسطة الطول رقيقة نوعاً، الصدر واسع بالذكر بني محمر، الظهر عريضة مستقيمة في الذكر غامقة محروقة والأجنحة لامعة مثل المرآة خصوصاً عند تعرضها لأشعة الشمس. الأرجل حمراء بالذكر، صفراء محمرة بالأنثى، اللون العام للريش بني وبيضاء بالأنثى، وبني حمراء بالذكر بالصدر والظهر ، أما الرأس مخضرة لامعة وكذلك في الذيل ونهاية الأجنحة ، متوسط وزن الذكر (3.5) كغ، الأنثى (3) كغ يصل وزن الفرخ بعمر شهرين إلى 2 كغ تعطي الأنثى 200 بيضة بالسنة ، وزن كل منها (80) غرام، لون القشرة بيضاء، نسبة التفرغ بها عالية. قد يصنف هذا العرق مع عروق البط الخاصة بالزينة والشكل رقم (4) يوضح ذلك.
الشكل رقم (4)